الاثنين، 14 فبراير 2011

رجلنا في فلسطين


Our Man In Palestine

بقلم : نيثان ثرول
ترجمة بثينة الناصري

في 31 أغسطس ، في الليلة التي سبقت عشاء الرئيس اوباما الذي افتتح به مباحثات مباشرة بين الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين، اطلق مسلحون من حماس النار وقتلوا مستوطنين يهود في الخليل ، وهي المحافظة الاكبر والاكثر زحاما في الضفة الغربية. وقد ادان المسئولون الفلسطينيون والاسرائيليون الهجوم الذي وصف بأنه الاشد فتكا ضد مواطنين اسرائيليين خلال اكثر من سنتين ، قائلين ان المقصود من الهجوم افشال المفاوضات القادمة. ولكن طبقا لمتحدث باسم حماس، كان الغرض من اطلاق النار اكثر تحديدا: لتوضيح عقم التعاون الحديث بين قوى الامن الاسرائيلية والفلسطينية . وكان هذا التعاون قد وصل الى مستويات غير مسبوقة تحت التوجيه الهاديء لجنرال امريكي يحمل ثلاث نجوم، هو كيث دايتون الذي كان يقود مهمة امريكية غير معلن عنها كثيرا لبناء قوى امنية فلسطينية في الضفة الغربية (1) .

تخضع اجهزة الأمن الفلسطينية – التي تسميها حماس "قوات دايتون" - رسميا لسلطة محمود عباس، الرئيس الفلسطيني ورئيس منظمة فتح المنافسة لحماس، ولكنها عمليا تحت سيطرة سلام فياض رئيس الوزراء غير المنتخب، وهو تكنوقراط لين العريكة ، ضئيل الجسم. وكان عباس قد عين فياض عقب استيلاء حماس على غزة في يونيو 2007- والذي حدث بعد سبعة عشر شهرا عقب فوز الحزب الاسلامي في انتخابات يناير 2006 البرلمانية – وأوكل اليه مهمة منع حماس من الاستيلاء على الضفة الغربية . فياض حاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة تكساس في اوستن وتبوأ مناصب في بنك الاحتياط الفدرالي في سانت لويز والبنك الدولي و صندوق النقد الدولي قبل ان يصبح وزير المالية في عهد الرئيس ياسر عرفات. وقد ضمنت سمعته كمدير موثوق به وأهل للمسئولية، انتظام تدفق المساعدات الدولية التي يعتمد عليها الاقتصاد الفلسطيني. ورغم انه لايملك شعبية ولا دعم حزب سياسي كبير (لم يحصل حزبه (الطريق الثالث) الا على 2.4 بالمائة من اصوات الناخبين في انتخابات 2006 التشريعية) ، فإنه اليوم مسئول تقريبا عن كل جانب من الحكومة الفلسطينية . ومع هذا فإنه لا يشارك في المفاوضات حول التسوية مع اسرائيل حيث انها من مهام منظمة التحرير الفلسطينية (وفياض ليس عضوا في مجلس قيادتها) ويعالجها رئيسه عباس البالغ من العمر خمسة وسبعين عاما.

فياض يحصد القدْح في الداخل لنفس الاسباب التي ينال عنها المدْح في الخارج . انه يدين العنف ضد اسرائيل لأنه في اعتقاده يتعاكس مع طموحات شعبه الوطنية ، وهو يرى انه يمكن اعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين ليس في اسرائيل ولكن في دولة فلسطينية مستقبلية واقترح ان تقدم هذه الدولة المواطنة لليهود أيضا. (2) وقد كسب ثناء صفحات الرأي في واشنطن بوست وول ستريت جورنال و نيويورك تايمز ويحتفظ بعلاقات طيبة مع القادة الأجانب غير المحبوبين في فلسطين : في اول زيارة لفياض الى المكتب البيضاوي في عام 2003 رحب به جورج بوش ، بضم قبضته ورفع اصبعيه السبابة والخنصر في اشارة الى (الثور طويل القرنين) رمز جامعة تكساس في اوستن "hook 'em horns " . وحين تزوجت ابنة رئيس موظفي رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايريل شارون قبل عدة سنوات ، جلس فياض الى جوار شارون في حفل الزفاف وتحدث معه لوقت طويل. (3).

في فبراير تحدث فياض امام المؤسسة الأمنية الاسرائيلية في مؤتمر هرتزليا السنوي، حيث قارنه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بديفد بن غوريون (4). وكان جل خطاب فياض يتعلق بخطته الطموح التي اعلنها في أواخر أغسطس 2009 لاقامة دولة الامر الواقع الفلسطينية من جانب واحد بحلول اغسطس 2011. في ذلك الحين طبقا لفياض "سوف تفرض حقيقة دولة فلسطينية نفسها على العالم " (5) وقد نالت خطة فياض لبناء دولة – وليس اعلانها – مصادقة من الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والامم المتحدة والاتحاد الروسي) ودعما كبيرا من المانحين الدوليين.

رفض بعض الفلسطينيين هذه الخطة على أساس انها تشابه كثيرا فكرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن (السلام الاقتصادي) التي تقترح ان يسبق التطور الاقتصادي الاستقلال، كما ابدى عدد من الاسرائيليين شكوكهم بان فلسطين سوف تسعى للحصول على اعتراف بدولتها من الامم المتحدة حين تكتمل الخطة. وحذر افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي من ان اية خطوات احادية الجانب يتخذها فياض نحو بناء دولة سوف تدفع اسرائيل الى الغاء الاتفاقات السابقة والحاق اجزاء من الضفة الغربية. (6)
وكان فياض قد اعلن ان خطته لبناء دولة جديدة "تهدف الى توليد ضغط" على المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية ، والموعد النهائي للمحادثات المباشرة بين الطرفين التي بدأت لتوها، هو اواخر صيف 2011 وهو موعد يواكب خطة فياض . (7) وقد اخبرني مايك هرتزوج رئيس الموظفين السابق لوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود براك " في نهاية الأمر اعتقد ان فياض يحسب ان المفاوضات السياسية سوف لن تنجح وخطته (لاقامة دولة ) ستكون اللعبة الوحيدة في المدينة " . الخطر الذي يتهدد اسرائيل والسلطة الفلسطينية على السواء هو ماذا يمكن ان يحدث اذا فشلت المفاوضات واذا لم تنتج خطة فياض انفصالا كاملا عن اسرائيل. يقول هرتزوج "لن ننسحب من مناطق معينة لمجرد وجود اعلان او قرار من الامم المتحدة " في حالة حدوث ذلك سوف تكون حماس قادرة على تقديم حجة مقنعة وهي ان العنف هو الطريقة الوحيدة لتحقيق تحرير وطني. "فياض يضع توقيتا اعتباطيا ويقول "حسنا ، الان اكسروا رؤوسكم كلكم اذا اردتم تجنب كارثة" . ان ما فعله مجازفة شديدة ولكنها ذكية جدا."

حتى الان ستراتيجية فياض ناجحة . لقد بدأت ادارته بتنفيذ اكثر من الف مشروع تطوير يتضمن رصف طرق وزرع اشجار وحفر آبار و بناء مبان جديدة معظمها في المدينتين التوأم رام الله والبيرة .(8) وقد قلل من الاعتماد على المعونة الاجنبية وبدأ تنفيذ خطط لبناء مستشفيات جديدة ومدارس ومحاكم ومنتزهات صناعية واسكان وحتى مدينة جديدة "روابي" بين رام الله ونابلس. ولكن كما اخبرني غسان خطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية "اصلاح القوات الامنية هو اهم جزء في خطة فياض . والعديد من انجازات الحكومة مثل النمو الاقتصادي كان نتيجة لذلك ".

قدمت حكومة فياض لمواطنيها اصلاح الشرطة والقوات الامينة الاخرى بالدرجة الاولى كمسألة فرض القانون والنظام واعتقال العصابات الاجرامية وتوحيد الاجهزة الامنية المتنافسة ومنع مظاهر حمل الاسلحة بين العامة وتحديد اماكن السيارات المسروقة . ولكن برنامجها "لمكافحة الارهاب" الموجه بشكل رئيسي ضد حماس ويعتبر في نظر الكثير من الفلسطينيين تعاونا مع اسرائيل- هو اهم عنصر : يستهدف اعضاء حماس والمتعاطفين المشتبه بهم بهدف إبعاد امكانية سيطرة حماس على الضفة الغربية وهو يساعد فياض على تقديم حجة مقبولة بأنه يمسك بزمام الامور وانه يمكن لاسرائيل ان تنسحب بأمان من المنطقة.

في 2009 اشتركت القوات الفلسطينية والاسرائيلية في 1297 نشاطا منسقا ، ومعظمه ضد جماعات فلسطينية مقاتلة ، بزيادة 72 بالمائة عن السنة السابقة (9). وقد عملا معا على تفكيك ألوية شهداء الأقصى ، وهي ميليشيا فتحاوية رئيسية وهاجما خلايا الجهاد الإسلامي وقضيا على معظم مؤسسات حماس الاجتماعية والترتيبات المالية والانشطة العسكرية في الضفة الغربية.

طبقا لأحدث تقرير سنوي للشين بيت وهو الإف بي آي FBI الاسرائيلي، فإن "نشاط مكافحة الارهاب المستمر الذي تقوم به اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية قد خفض الهجمات الفلسطينية ضد الاسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية الى اقل مستوياتها منذ عام 2000. (10). ويقول هيرتزوج ان مستوى التعاون اليوم "افضل حتى من قبل الانتفاضة الثانية بل انه ممتاز". وقد اخبرتني منى منصور وهي نائبة حمساوية في البرلمان الفلسطيني وارملة قائد كبير للحركة تم اغتياله "لقد نجحت السلطة الفلسطينية اكثر من الاسرائيليين في القضاء على حماس في الضفة الغربية".

في مركز الاصلاحات الأمنية للحكومة الفلسطينية عدد كبير من "الكتائب الخاصة " للقوات الامنية الوطنية (NSF) وعديدها ثمانية آلاف فرد وهي تشكل اكبر وحدة في القوات المسلحة الفلسطينية المتكونة من 25 الف في الضفة الغربية . (11) . الضابط المسئول في الاختيار والتدريب والتسليح والتخطيط الستراتيجي لهذه الكتائب الخاصة هو اللفتنانت جنرال كيث دايتون المنسق الامريكي (USSC) لاسرائيل والسلطة الفلسطينية .

في مدينة صحراوية تبعد ستة عشر ميل جنوب شرق عمان (الأردن) انهى اكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني دورات عسكرية مدتها تسعة عشر اسبوعا بإشراف دايتون في المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة، وكان قد انشيء بتمويل امريكي في 2003 لتدريب الشرطة العراقية . وفي الخليل وجنين واريحا ورام الله ،تنظم بعثة دايتون بناء وتجديد الحاميات العسكرية ومدارس التدريب ومرافق وزارة الداخلية ومقرات الامن ، بعضها ، مثل الذي زرته على قمة تل في وسط الخليل ، كانت قد دمرت بالهجمات الاسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية . ويخطط مكتب المنسق الأمريكي لبناء معسكرات جديدة في بيت لحم ورام الله وطوباس وطولكرم. وتقدم دورات قيادة لمدة شهرين لكبار ضباط السلطة الفلسطينية وقد صنعت وعينت مستشارين لمديرية التخطيط الستراتيجي في وزارة الداخلية. (12) على مدى السنوات الثلاث الماضية، رصدت وزارة الخارجية الاميركية مبلغ 392 مليون دولار لبعثة دايتون و150 مليون دولار اخرى طلبت لعام 2011.(13)
في مقرها في مبنى حجري يعود تاريخه للقرن التاسع عشر وداخل القنصلية الامريكية في القدس الغربية، يعمل لدى بعثة المنسق الأمريكي خمسة واربعون شخصا هم طاقم العمل المتكون رئيسيا من امريكيين وكنديين وايضا بريطانيين وضباط من الجيش التركي. اضافة الى ذلك ، تستعين البعثة بثمانية وعشرين مقاولا خاصا من شركة داينكورب الدولية ومقرها ولاية فرجينيا . (14) وتتطلب قواعد وزارة الخرجية الأمريكية ان يتحرك موظفي الوزارة في البعثة في قوافل مسلحة تسليحا كثيفا رغم ان هذه التقييدات لا تطبق على مقاوليها الامنيين الأهليين و ضباط الجيش الاجانب وبعضهم يستقر في رام الله. في اواخر 2011 وهو توقيت يترافق مع الموعد النهائي لخطة فياض – تخطط بعثة المنسق الامريكي ان تكون قد أتمت الاشراف على تدريب عشرة كتائب من قوات الامن الوطنية الفلسطينية ، كتيبة لكل محافظة في الضفة الغربية ماعدا القدس. (15)

الجنرال دايتون مسئول مباشرة امام وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون والادميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة . ويقدم المشورة لجورج ميتشيل Mitchell المبعوث الخاص لسلام الشرق الاوسط وقد أطنب في مديحه اعضاء مؤثرون في مجلس الشيوخ والكونغرس ومحللو الشرق الاوسط الذين ينظرون الى عمل بعثة المنسق الامريكي باعتبارها انجازا فريدا. (16) وقد منحت اسرائيل مسئولية اعظم لقوات الامن الفلسطينية موسعة رقعة عملياتهم جغرافيا ، ومشاركتهم في المعلومات الاستخباراتية ذات النوعية العالية ورفع حظرالتجول بالنسبة لهم المفروض من منتصف الليل الى الساعة الخامسة مساء في عدد من اكبر مدن الضفة الغربية. (17) وطبقا لمكتب الامم المتحدة للتنسيق في الشؤون الانسانية فإن اسرائيل قد قلصت ايضا وقت السفر بين معظم المراكز الحضرية في الضفة الغربية بفتح طرق وارخاء السيطرات في نقاط التفتيش ورفع متطلبات ترخيص مرور المركبات وازالة الحواجز والتي من المتوقع تخفيضها في المستقبل القريب الى أقل عدد منذ 2005. (18)

كتب الكولونيل فيليب جي ديرمر Dermer وهو عضو سابق في مكتب المنسق الامريكي في تقرير مارس 2010 الذي وزع على كبار موظفي البيت الابيض والجيش بأن "بعثة المنسق الأمريكي قد حققت تقدما على الارض اكثر من اي مجهود أمريكي آخر في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية " (19) وقال مايكل اورين سفير اسرائيل الى الولايات المتحدة "يمكنكم ارسال جورج ميتشيل رائحا غاديا الى ومن الشرق الاوسط كما تشاءون ولكن توسيع مايفعله الجنرال دايتون في الجانب الامني الى قطاعات اخرى من الحكومة الفلسطينية والمجتمع هو فعلا النموذج الصحيح الوحيد للتقدم." (20)

وصل أول منسق أمني امريكي اللفتنانت جنرال وليام "كب" وارد Ward في القدس في مارس 2005 . وقد اخبرني اليوت ابرامز ِAbrams نائب مستشار الامن القومي الامريكي السابق للرئيس جورج بوش بان بعثة وارد قد جاءت كرد فعل على ثلاثة وقائع صادفت في وقتها : اعادة انتخاب بوش في نوفمبر 2004 والذي اراد بناء القوات الامنية الفلسطينية كجزء من خارطة الطريق لسلام الشرق الاوسط في 2003، وموت ياسر عرفات بعد تسعة ايام وكان قد قاوم المحاولات الامريكية لاصلاح جهاز الامن الفلسطيني، وفوز المرشح المفضل امريكيا محمود عباس في الانتخابات الرئاسية في يناير 2005.

ركزت بعثة وارد اساسا على الاصلاح الامني ولكن سرعان ما اقتصرت على التحضير لانسحاب رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون من غزة واربعة مستوطنات في شمال الضفة الغربية في اغسطس وسبتمبر 2005 . (21) وقد جرى الانسحاب سلسا بالنسبة لاسرائيل ولكن وارد فشل في منع العنف من الجانب الفلسطيني . وقد نهبت زراعات محمية تابعة للمستوطنين واحرقت معابد يهودية فارغة وبدأ الفلسطينيون في القتال مع بعضهم البعض من اجل السيطرة على غزة . (22)

بعد أسابيع من احلال دايتون محل وارد في نهاية 2005 هزمت حماس فتح في انتخابات يناير 2006 البرلمانية . وبين ليلة وضحاها تغيرت مهمة دايتون من اصلاح القوات الامنية الى منع حكومة حماس من السيطرة على تلك القوات. وقد سعى محامو وزارة الخارجية الاميركية الى استنباط طرق لاستمرار مساعدة القوات الامنية للسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح والتي سوف تؤول الى حماس وهي جماعة أعلنتها الولايات المتحدة منظمة ارهابية . كان الحل هو ارسال مساعدة مباشرة للرئيس عباس الذي كان قد انتخب بشكل منفصل ويعتبر بعيدا عن حكومة حماس القادمة والبرلمان. وعلى عكس سياستها الثابتة من الضغط على الرئيس الفلسطيني لمنح سلطة لمجلس الوزراء ، نصحت الولايات المتحدة عباس ان يصدر قرارات ويجري تعيينات تحد من سلطة الحكومة الجديدة خاصة على القوات الأمنية . (23) كان رد فعل حماس هو انشاء جهازها الامني الخاص. وقد حظر عباس ذلك الجهاز بقرار اعتبره مجلس الوزراء آنذاك غير شرعيا. وخلال السنة التالية انخرطت حماس وفتح في سلسلة من الاشتباكات العنيفة اغتيل فيها زعماء من الجانبين. (24)

في هذه الأثناء كان دايتون يشرف على تجنيد وتدريب وتسليح القوات الأمينة التابعة لعباس والتي تتسارع في توسعها.(25) القى خالد مشعل رئيس اللجنة التنفيذية في حماس خطابا ناريا يدين فيه "الانقلاب الأمني" على انه "مؤامرة" يدعمها "الصهاينة والأمريكان" وهي تهم نفتها فتح. (26) في فبراير 2007 وعلى حافة حرب أهلية سافر زعماء فتح وحماس الى مكة حيث اتفقا على شكل من حكومة الوحدة الوطنية ، وهي صفقة عارضتها الولايات المتحدة لأنها كانت تفضل ان تستمر فتح في عزل حماس. اصبح فياض وزير المالية في الحكومة الجديدة ، رغم ضغط الأمريكيين عليه لئلا ينضم الى الحكومة كما قال. (27) وقد كتب الدبلوماسي من بيرو الفارو دي سوتو مندوب الأمم المتحدة السابق الى الرباعية في تقرير سري بعنوان (نهاية المهمة) بأنه كان يمكن تجنب العنف بين حماس وفتح ، لولا المعارضة الأمريكية القوية للمصالحة الفلسطينية. قال في التقرير "من الواضح ان الولايات المتحدة كانت تدفع لمواجهة بين فتح وحماس" (28)

قبل شهر من سقوط غزة في ايدي حماس في يونيو 2007 ، هاجمت قوات حماس القوات المدربة من قبل بعثة المنسق الأمريكي في معسكرها قرب حدود غزة مع اسرائيل، وقتلت سبعة ولم تنسحب الا بعد ظهور ثلاث دبابات اسرائيلية. (29) وقد زعم دايتون في شهادته امام الكونغرس في الاسبوع التالي بأنه تم صد الهجوم وأنكر ان تكون قوة حماس في تصاعد- وهو توقع خاب خلال الاسابيع التالية . (30) يقول راجي صوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان "لم يستغرق الأمر من حماس الا بضعة أيام لطرد جهاز أمن السلطة الفلسطينية وقوامه 53 الف رجل والذي كان استثمارا غربيا لمدة اربع عشرة سنة." (31)

ورغم ان العديد من اعضاء ادارة بوش قالوا لاحقا ان الستراتيجية برمتها كانت خاطئة ، فإن هزيمة قوات فتح المدعومة امريكيا قدمت درسا مختلفا نوعا ما للدائرة الصغيرة المؤثرة على مكتب المنسق الامريكي . (32) يقول ابرامز "لم نعتبر هذا دليلا على ان المشروع كان فاشلا بل على أن هناك حاجة للمشروع".

ضاعت غزة ، ولكن مع قيام عباس بتعيين مجلس وزراء طواريء يرأسه سلام فياض ، شعرت الولايات المتحدة ان هذه "افضل حكومة سلطة فلسطينية في التاريخ" . هذا ما قاله لي ديفد ويلش Welch مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والذي ساعد في الاشراف على بعثة دايتون حتى ديسمبر 2008. انهت ادارة بوش حصارها الذي استمر اربعة عشر شهرا للسلطة الفلسطينية واطلقت اسرائيل 500 مليون دولار من ضرائب محتجزة وازداد التنسيق بين القوات الامنية الفلسطينية والاسرائيلية ، ووسعت بعثة المنسق الامريكي من عملياتها بسرعة . في اول ثلاثة أشهر ونصف من رئاسة فياض لمجلس الوزراء ، من منتصف يونيو الى اكتوبر 2007، أدارت السلطة الفلسطينية حملة في الضفة الغربية ضد الهيئات الخيرية والشركات والوعاظ والموظفين التابعين لحماس، واعتقلت حوالي 1500 من اعضاء الحركة والمتعاطفين المشتبه بهم. (33) يقول ويلش "حالما اصبح واضحا ان حماس فازت في غزة ، كان الواجب تنظيف الضفة الغربية "

في اواخر اكتوبر 2007، كانت الحكومة تبذل جهودا مكثفة للحفاظ على النظام في نابلس، احدى اشد المدن العنيفة في الضفة الغربية . في جنين في مايو التالي قادت كتيبة خاصة دربتها بعثة المنسق الامريكي ، اكبر عملية امنية قامت بها السلطة الفلسطينية . (34) وقد لاقت كلا الحملتين قبولا من السكان المحليين الذين كانوا ممتنين لتحسن الأمن . ولكن هذه المشاريع لم تكن بشكل عام تعتمد فقط على ضبط النفس من قبل حماس والجهاد الإسلامي ولكن ايضا على دعم اسرائيل، التي أعلنت العفو عن مسلحي فتح. (35)

يرى الكثير من الفلسطينيين أن الحملات التي تقوم بها القوات الأمنية اليوم هي جهد يهدف الى قمع حماس المنتصرة في انتخابات حرة ونزيهة – وكذلك لمنع الهجمات ضد اسرائيل. وقد قال لي غيث العمري وهو مستشار سياسة خارجية سابق لعباس "التحدي الذي يواجه فياض وعباس هو ان العنف ضد اسرائيل في نظر الكثير من الفلسطينيين ، جهد وطني محترم" وهذه وجهة نظر اكدتها ردود الأفعال لمعظم التفجيرات الانتحارية الأخيرة في اسرائيل – في مركز تسوق في ديمونة في فبراير 2008 و اطلاق النار بعد شهر على ثمانية طلاب في يشيفا في القدس الغربية. وقد اظهر استفتاء بأن اكثر من ثلاثة ارباع الفلسطينيين يؤيدون الهجمات التي امتدحتها حماس وادانتها السلطة الفلسطينية . (36)

وخلال السنة التالية ، استمرت السلطة الفلسطينية بمساعدة بسيطة من حماس في زيادة نفور الجمهور منها. في قاعدة اسرائيلية شمال رام الله في سبتمبر 2008 ، حضر الصحفي الاسرائيلي ناحوم برنية لقاء بين القادة العسكريين الفلسطينيين والاسرائيليين ، وفي مقالة ترجمت لاحقا ونشرت في الصحافة الفلسطينية ، كتب برنية في يديعوت احرونوت وهي اوسع الصحف الاسرائيلية انتشارا، بأن رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية قال "اننا نتكفل بكل مؤسسة تابعة لحماس طبقا لتوجيهاتكم" (37)

ضربة اخرى لشعبية السلطة الفلسطينية جاءت بعد شهر ونصف. بعد أن أخلت القوات الاسرائيلية حوالي مائتين من اليهود من مبنى متنازع عليه في الخليل، قام المستوطنون الاسرائيليون في المنطقة بتدمير سيارات اسعاف وجوامع واحرقوا سيارات ومنازل واطلقوا النار وأصابوا سكانا فلسطينيين. وقد قال رئيس الوزراء ايهود أولمرت انه "يشعر بالخجل لمشاهد فتح النار من قبل يهود على عرب أبرياء" وقد وصف الواقعة بأنها "مجزرة" (38) (الكلمة المستخدمة هي pogrom وتعني حرفيا : المجزرة والفرهود والشغب والعنف المنظم خاصة ضد اليهود – المترجمة) . وحين انتشرت أعمال الشغب الى جزء المدينة الواقع تحت السيطرة الفلسطينية ، راقب سكان الخليل قواتهم الأمنية تختفي بهدوء . (39) وقد أبلغني كل من حاكم المدينة السابق وهو الان رئيس موظفي عباس و قائد القوات الامنية الوطنية في الخليل ، وهي من معاقل حماس ، بأن الجنود الاسرائيليين غالبا مايقومون بالتغلغل في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويجبرون – كما قال حاكم المدينة- القوات الفلسطينية "المذلة والمهانة " للانسحاب الى ثكناتها. وقد قال الرجلان ان معرفة الناس بالتعاون بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، يزداد بتكرار قيام الأخيرة بالاعتقال الفوري للاشخاص الذين تفرج عنهم السلطة الفلسطينية من سجونها.

أكبر ضرر أصاب سمعة القوات الامنية الفلسطينية حدث خلال الحرب الاسرائيلية في غزة التي بدأت في ديسمبر 2008. حيث أحاط الضباط الفلسطينيون في الضفة الغربية وهم بملابس مدنية وعسكرية بالجوامع ومنعوا الشباب من الاقتراب من نقاط التفتيش الاسرائيلية واعتقلوا المحتجين الذين كانوا يهتفون بشعارات حماس وفرقوا المتظاهرين بالعصي ورشاش الفلفل والغاز المسيل للدموع . (40) كانت الثقة بين القوات الاسرائيلية والفلسطينية من الشدة كما قال دايتون حتى أن "جزءا كبيرا من الجيش الإسرائيلي ذهب الى غزة ." (41) وقد حدثني باراك بن زور وهو رئيس سابق لوحدة مكافحة الارهاب في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية و لاحقا معاون خاص لمدير الشين بيت بأنه "في المدن العربية الاسرائيلية كانت تظاهرات الاحتجاج ضد الحرب اكبر منها في الضفة الغربية " بفضل "الهدوء التام الذي فرضته أجهزة الأمن الفلسطينية " كما قال لي وزير الخارجية افيجدور ليبرمان فيما بعد "كان محمود عباس بنفسه يهاتفنا ويطلب منا ويضغط علينا ان نستمر في حملتنا العسكرية للاطاحة بحماس." (42)

بعد عدة أشهر من انتهاء الحرب في غزة تحدث دايتون امام مجموعة مؤثرة من السياسيين والمحليين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى حيث تفاخر بانجازات بعثته: بناء قوة عملت ضد حماس وتعاونت مع اسرائيل اثناء الحرب، وخلق "رجال جدد" من خلال تدريب البعثة للقوات الفلسطينية . وقال أن القادة العسكريين الاسرائيليين يسألونه ماهي السرعة التي يستطيع بها إنتاج المزيد من هؤلاء الرجال الجدد. (43) لم تجد تعليقاته هذه ترحيبا في فلسطين حيث دعمت صورة العمالة لأمريكا وإسرائيل. وفي الأشهر التي تلت خطابه ذاك ، ارسلت السلطة الفلسطينية شكوى رسمية للولايات المتحدة حول تصريحات دايتون "غير المقبولة" ورفض مسئولون فلسطينيون كبار بضمنهم فياض حضور اللقاءات مع دايتون وطبقا لمجلة جينز ديفينس الاسبوعية Jane's Defence Weekly "بسبب التوتر في العلاقات بين الجنرال دايتون والقيادة الفلسطينية المدنية ، تم تقليص دوره ." (44)

بالنسبة لفياض، لم يكن هناك توقيت أسوأ من توقيت خطاب دايتون، فقد جاء اثر اعلان استطلاع نشر على نطاق واسع ، أظهر تدني شرعية السلطة الفلسطينية بين سكان الضفة الغربية كما حدث بعد اسابيع فقط من قيام الفلسطينيين بأكبر مظاهرات احتجاج على اتهام القوات الامنية الفلسطينية بمحاولة اغتيال الشيخ حامد البيتاوي وهو احد قادة حماس البارزين في الضفة الغربية . (45) وكان البيتاوي وهو نائب في البرلمان ورئيس رابطة علماء المسلمين الفلسطينيين ورجل دين معروف بخطبه في المسجد الأقصى في القدس ، قد نجا من هجوم آخر نفذه مجهولون في خريف 2008. (46) و منعته السلطة الفلسطينية هذا الصيف من الوعظ واعتقلت اثنين من ابنائه في يوليو. ورغم ذلك فقد قال البيتاوي انه على ثقة بأن حكومة فياض لن تستمر . (47) وقد ابلغني في نابلس "سوف تسقط فتح والسلطة الفلسطينية لسببين: الفساد والتعاون مع الاسرائيليين."

في ديسمبر الماضي ، اثناء وجود القوات الاسرائيلية في نابلس، ويقال انه حسب بلاغ من الاجهزة الامنية الفلسطينية قتلت ثلاثة متشددين فلسطينيين مشتبه بهم في مقتل حاخام في الضفة الغربية ، وقد حضر اكثر من 20 الف فلسطيني الجنازة التي تحولت الى احتجاج هائل ضد التعاون الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. (48) بعد عدة أيام اذاعت قناة الأقصى التابعة لحماس فيلم كارتون وفرقة تنشد "قسما لن يرهبنا دايتون." (49) وكانت الشخصية الرئيسية في الكارتون "بهلول" تمثل قائد قوات امنية وطنية فلسطينية يقبل احذية الجنود الاسرائيليين ويرتدي بيريه تحمل اسم "دايتون" وهو يدعي انه لا يمثل اي فصيل سياسي ، قبل لحظات من سقوط بنطلونه ليكشف ملابسه الداخلية الملونة بلون علم فتح الاصفر.

في اليوم الذي عرض فيه فيلم الكارتون على التلفزيون ، قال عباس في حوار تعليقا على صورته التي قدمها الكارتون بشكل دمية يحرك خيوطها جندي اسرائيلي "اننا لسنا حراس أمن اسرائيل" (50) بعد اسبوع قال يوسف القرضاوي الواعظ التلفزيوني الذي يستقر حاليا في الدوحة ويصل جمهوره الى عشرات الملايين ، في خطبة اذيعت في التلفزيون القطري "إذا ثبت أن عباس هو الذي حرض اسرائيل على ضرب غزة فإنه لايستحق الإعدام فقط وانما يستحق الرجم حتى الموت." (51)

لم يكن الاسلاميون النقاد الوحيدين لدايتون والقوات الأمنية . في العام الماضي ، في مقالة افتتاحية بعنوان "الشرطة السرية في اريحا" كتب باسم عيد رئيس المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الانسان "أود أن اقترح بأن لا يدرب الجنرال دايتون العناصر فقط في استخدام الاسلحة والضرب والتعذيب ، ولكن ايضا يدربهم على كيفية التصرف وسط شعبهم." (52) إن القوات الأمنية الوطنية المدربة من قبل دايتون غير مخولة بالاعتقالات ولكنهم يقودون بانتظام عمليات مشتركة مع اجهزة الأمن الفلسطينية التي تم تدريب كبار قادتها من قبل مكتب المنسق الأمريكي وقد مارس هؤلاء طبقا لمنظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) وجماعات حقوق الانسان الفلسطينية، التعذيب. (53) وبعد سنة من عهد فياض تحدث ممدوح العكر وكان في حينها المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الانسان التابعة للسلطة الفلسطينية ، عن "عسكرة " الحكومة وأكد أن "دولة اللاقانون تنزلق الى نوع من دولة امنية ، دولة بوليسية." (54)

ومنذ ذلك الحين تصاعدت الاتهامات بالشمولية . وظل عباس الذي انتهت فترة حكمه خلال الحرب في غزة ، يحكم بموجب قرار رئاسي. ولم تكن ثمة هيئة تشريعية منذ يونيو 2007 والاحكام القضائية يتم تجاهلها من قبل الأجهزة الأمنية . وكان فياض، رغم كل التزامه بالمحاسبة والشفافية يحظى في استطلاعات الرأي المتكررة بشرعية اقل مما يحظى بها رئيس وزراء حماس في غزة اسماعيل هنية ، وفي الخارج كانت الحكومة حسب مؤشر النزاهة العالمي قد حازت مع العراق مرتبة السادسة في اكثر الحكومات فسادا في العالم . (55) .
في جوانب أخرى ايضا وقعت ممارسات السلطة الفلسطينية تحت طائلة الانتقاد الشديد. طبقا لشعوان جبارين مدير "مؤسسة الحق" وهي منظمة حقوق انسان فلسطينية، أصبح التعذيب في الأشهر الأخيرة روتينا . وبينت استطلاعات للرأي اجريت على فترات منذ تسنم فياض مهام منصبه، ان سكان الضفة الغربية يشعرون دائما بأمان أقل من الغزاويين الذين يعيشون – في جوانب كثيرة - ظروفا اسوأ تحت حكم حماس . وتقوم وزارة الشؤون الدينية بإملاء خطب الجمعة ليقرأها الأئمة . اما الصحفيون الفلسطينيون فطبقا لمنظمة العفو الدولية ، فقد تعرضوا للاعتقال والتهديد خلال حرب غزة بسبب كشفهم القمع الحكومي. وفي تقارير منظمة صحفيين بلا حدود، حظيت السلطة الفلسطينية ، منذ رئاسة فياض الوزارة ، في مؤشر الحرية الصحفية مرتين بالمرتبة الأدنى من أية دولة عربية اخرى . والان تمنح دار الحرية Freedom House للحقوق السياسية في السلطة الفلسطينية نفس التقييم الذي تمنحه للحريات المدنية فيها :" ليست حرة" (56)
حاول فياض ان يعزز مصداقيته لدى الفلسطينيين بالمساهمة في انشطة "المقاومة السلمية " – التظاهرات ضد الجدار الأمني الاسرائيلي واحراق المنتجات المصنوعة في المستوطنات الاسرائيلية . ولكن سام بحور رجل الاعمال الفلسطيني وداعية الحقوق المدنية اخبرني بأن قرار الحكومة الاخير "لتبني عنصر صغير واحد" للمقاطعة القائمة والاكثر شمولا هو مجرد "تزيين الفاترينة" الذي يهدف الى التغطية على "دولة بوليسية أهدافها الرئيسية هي تحجيم حماس وانتقاد الحكومة ". في 25 اغسطس ، حين قامت الاحزاب السياسية اليسارية والمستقلة بالتجمع ضد المحادثات المباشرة مع اسرائيل التي بدأت بعد اسبوع من ذلك ، اتخذت قوات أمن السلطة الفلسطينية اجراءات عنيفة لفض التجمع.
في الشتاء والربيع الماضيين ، استعدت السلطة الفلسطينية لانتخابات المجالس المحلية في يوليو والتي أعلنت حماس نيتها مقاطعتها بسبب القمع السياسي. (58) وقد اخبرني خليل الشقاقي أبرز المستطلعين السياسيين بأن الغرض من الانتخابات كان "لمزيد من اضعاف حماس وتعزيز شرعية الحكومة " وحين حالت انقسامات فتح الداخلية دون الموافقة على قائمة مرشحين ، ألغت السلطة الانتخابات نافية ان ذلك كان بسبب خشية فتح من خسارتها. (59) ولكن شعوان جبارين قال لي بأن نفي الحكومة لم يكن صادقا:

في مايو ويونيو ، علمنا ان عشرات او مئات من الحالات التي استجوب فيها اتباع حماس من قبل القوى الامنية حول انتخابات المجالس المحلية وقد وجهت اليهم اسئلة عما اذا كانوا سيرشحون انفسهم أم لا ، اذا كانوا يريدون ان ينتخبوا ام لا ، ولمن يريدون اعطاء اصواتهم.
وفي مكتبه في رام الله قال الشقاقي بأنه بسبب شعور الناس في غزة بحرية اكبر في التعبير عن ميولهم السياسية لفريق الاستطلاع " حصلنا على اجابات أدق في غزة عمن انتخبوهم في الانتخابات الاخيرة مما حصلنا عليه هنا" (60)

كتب الكولونيل ديرمر في تقريره الذي وزع على كبار موظفي البيت الأبيض والبنتاغون في اوائل هذا العام ، يقول " في حين ان المسئولين الاسرائيليين والأمريكيين ينظرون الى نجاحات السلطة الفلسطينية الاخيرة في الميدان – بقصر نظر- على انها انتصار ضد الإرهاب، يراها الفلسطينيون الحذرون على انها حماية جديدة لنظام السلطة . " ومن أخطاء الجهود الأمريكية كما يعتقد هو "الطبيعة الغامضة لبعثة المنسق الأمريكي ونوع الدولة المطلوبة . هل الهدف هو ان تسود السلطة الفلسطينية وتهزم حماس عسكريا؟ أم هو الثأر لفقدان غزة ؟ أم للحفاظ على الأمن لحساب اسرائيل؟ ام هل هو وضع اسس الامن لدولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية؟ " وقد اخبرني غاندي امين وهو مدير في المفوضية المستقلة لحقوق الانسان ، التابعة للسلطة الفلسطينية "ليس لدي أمل في خطة فياض. اني انظر الى الأرض ولا ارى الا دورا متصاعدا لأجهزة الأمن".

في اكتوبر ، سوف يتقاعد دايتون ليحل محله جنرال بثلاث نجوم من القوة الجوية هو مايكل مويلر. خلال السنة القادمة ، من المتوقع أن يُعهد الى مويلر بأكبر التخصيصات المالية في تاريخ مكتب المنسق الأمريكي . (61) سيكون عليه ، مع اقتراب الموعد النهائي لكل من خطة فياض وانتهاء المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ، ان يدفع بهدفين متضاربين: بناء قوى فلسطينية يمكن ان تضمن الأمن الاسرائيلي وفي نفس الوقت التغطية على الدعم الامريكي الشديد لما اصبح سكان الضفة الغربية، مثل السياسي المستقل مصطفى البرغوثي ، يصفونه بأنه ليس احتلالا واحدا وانما اثنين. (62)

نشرت في مجلة (وجهات نظر) المصرية لشهر تشرين أول /اكتوبر 2010
المقالة مترجمة عن مجلة New York Book Review


الهوامش

1- للاطلاع على تقرير ممتاز عن الاصلاح الامني الفلسطيني انظر "تربيع الدائرة : الاصلاح الامني الفلسطيني تحت الاحتلال" مجموعة الازمات الدولية ، 7 سبتمبر 2010
2- "فياض: يمكن لليهود ان يكونوا مواطنين متساوين في دولة فلسطينية " هاآرتز 5 يوليو 2009
3- للاطلاع عن مثال لنوع المديح الذي كيل لفياض انظر عدة اعمدة حديثة للكاتب روجر كوهين الذي وصف فياض بأنه "أهم ظاهرة في الشرق الاوسط" وتوماس فريدمان الذي صاغ مصطلحا لنوعية "الشفافية والادارة المسؤولة " التي يمثلها فياض هو "الفياضية Fayyadism" التي كما يرى "اكثر الافكار اثارة في تاريخ الحكم العربي". روجر كوهين "هزيمة الثقب الاسود في الشرق الاوسط" صحيفة انترناشينال هيرالد تربيون ، 27 ابريل 2010. توماس فريدمان "اطلاقات خضراء في فلسطين" نيويورك تايمز 4 اغسطس 2009
4- اكيفا ايلدار "يوم في حياة بن غوريون الفلسطيني" هاآرتز 11 فبراير 2010
5- فادي السلامين "فياض: ابن ابن رغم الاحتلال" The Palestine Note 30 يوليو 2010
6- ميراف ميكايلي "ليبرمان: الاشارات الاسرائيلية للفلسطينيين جوبهت بلطمات على الوجه" هاآرتز 13 مايو 2010
7- فادي السلامين "فياض:ابنِ ابنِ رغم الاحتلال"
8- تم تضخيم تقرير لصندوق النقد الدولي يقول ان الناتج المحلي الاجمالي في الضفة الغربية قد ازداد بنسبة 8.5 بالمائة في 2009 . للاطلاع على مصدر يجادل بأن تقرير صندوق النقد الدولي بالغ كثيرا في النمو الاقتصادي بالضفة الغربية ، انظر باسم خوري "وضع العربة الفلسطينية قبل الحصان" موقع فورين بوليسي 1 يوليو 2010
9- "اجراءات اتخذتها اسرائيل دعما لتطوير الاقتصاد الفلسطيني ، الهيكل الاجتماعي الاقتصادي والاصلاحات الامنية " تقرير حكومة اسرائيل المقدم الى لجنة التنسيق في 13 ابريل 2010
10- "الموجز السنوي لعام 2009: بيانات واتجاهات الارهاب الفلسطيني " وكالة الامن الاسرائيلية 2009. انظر ايضا تقارير الوكالة السابقة و"اربع سنوات من النزاع:حرب اسرائيل ضد الارهاب" وزارة الخارجية الاسرائيلية 3 اكتوبر 2004
11- حول حجم قوات الامن الوطني ، انظر تقديرات مذكورة في "السلطة الفلسطينية :المعونة الامريكية هي تدريب وتجهيز القوات الامنية ولكن البرنامج يحتاج الى قياس التقدم ويواجه تقييدات لوجستية" مكتب المحاسبة الحكومية مايو 2010. و"تربيع الدائرة : الاصلاح الامني الفلسطيني تحت الاحتلال" الرقم المستخدم في هذه المقالة يقع بين الارقام المذكورة في هذين التقريرين ويمثل تعديلا ضئيلا قدم لي من قبل المتحدث عن (بعثة شرطة الاتحاد الاوربي للمناطق الفلسطينية) في ابريل 2010، لتقدير سابق اصدره المسئولون الامريكان. انظر "الضفة الغربية : قوات الامن الفلسطينية" فريق محارب الطريق للتنسيق الامني الامريكي، يونيو 2008.
12- هذه الدورات مفتوحة لاعضاء كل من اجهزة الامن السبعة : قوات الامن الوطني- الحرس الرئاسي- الشرطة المدنية – الدفاع المدني وثلاثة اجهزة استخبارات: الاستخبارات العسكرية – المخابرات العامة – الامن الوقائي.
13- "السلطة الفلسطينية:المعونة الامريكية هي تدريب وتجهيز القوات الامنية ولكن البرنامج يحتاج لقياس التقدم ويواجه تقييدات لوجستية"
14- نفس المصدر اعلاه
15- تتوقع وزارة الخارجية الامريكية على اية حال نشر القوات في تسع محافظات فقط، مع الاحتفاظ بكتيبة كقوة احتياط (قطاع الأمن في السلطة الفلسطينية يعتبر محافظتي جنين وطوباس كوحدة واحدة) انظر "المعونة الامنية الامريكية للسلطة الفلسطينية " جهاز بحث الكونغرس 8 يناير 2010 و "تربيع الدائرة " مجموعة الازمات الدولية ، 7 سبتمبر 2010 الصفحة 11
16- خدم دايتون الى جانب مستشار الامن القومي الجنرال جيمس جونز الذي كان المندوب الخاص لأمن الشرق الاوسط في 2007-2008، كتب دعاية متوهجة لكتاب حديث شارك في تأليفه دنيس روس ، المدير في مجلس الامن القومي و المستشار الخاص للرئيس، وقد قدم عروضا توضيحية لأعضاء مجلس شيوخ مؤثرين وأعضاء من كونغرس ومجموعات المصالح التي كانت تزور اسرائيل.
17- "تربيع الدائرة :الاصلاح الامني الفلسطيني تحت الاحتلال"
18- "تحديث الحركة والتنقل في الضفة الغربية "مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية ، الاراضي الفلسطينية المحتلة ، يونيو 2010
19- الكولونيل فيليب جي ديرمر "ملاحظات رحلة عند العودة الى اسرائيل والضفة الغربية : انعكاسات على صنع السلام الامريكي ، بعثة الامن، وماذا يجب فعله" صحيفة الدراسات الفلسطينية المجلد 39 الرقم 3 (ربيع 2010) Journal of Palestine Studies
20- جيمس كتفيلد Kitfield "يسقطون متحدين يقفون متفرقين" ناشنال جورنال 28 مارس 2009
21- بعد وقت قصير من وصول "وارد " اشتكى وزير الداخلية الفلسطيني للهيئة التشريعية من أن جهود اصلاحاته واصلاحات وارد قد ضربت بالطوربيد من قبل القوات الامنية واجهزة الاستخبارات الاجنبية التي دفعت لهم. اخبرني جارات تشوبرا Jarat Chopra مستشار سابق لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد رأس مجموعة خدمت كذراع عملياتي لمكتب التنسيق الامريكي "اكبر التحديات التي يواجهها وارد تأتي من اسرائيل والسي آي أي CIA فكلاهما ،حماية لعلاقاتهما مع رؤساء الامن الفلسطينيين، عرقلا الاصلاح وشجعا عقلية الاقطاعيات التي زرعها عرفات بين اكثر من دستة اجهزة امن متنافسة " انظر بنحاس انباري ودان دايكر "مقتل موسى عرفات والمعركة من اجل غنائم غزة" مركز القدس للشئون العامة ، 10 اكتوبر 2005. انظر ايضا خالد أبو طعمة "المسلحون الذين ترعاهم السلطة الفلسطينية يحرضون على الفوضى" جيروساليم بوست 14 يونيو 2005.
22- ابن عم عرفات ، موسى عرفات البالغ من العمر خمسة وستين عاما وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية جرّ وهو بملابس النوم من بيته واطلق عليه الرصاص خمس عشرة مرة خارج مكاتب منظمة الأمن الوقائي، وهي اكبر مستلم فلسطيني لمساعدة السي آي أي والتي يرأسها منذ وقت طويل خصمه محمد دحلان.
23- "الفلسطينيون واسرائيل والرباعية: التراجع عن الحافة" مجموعة الأزمات الدولية ، تقرير الشرق الاوسط رقم 54 في 13 يونيو 2006 صفحة 7 "قال لي اليوت ابرامز "هل تستطيع اصدار قرار رئاسي يقول : أقول بهذا أن هذه القوة – القوة 17- لم تعد تحت سيطرة وزير الداخلية ؟ ولكن السؤال كان دائما اكثر قانوية ورسمية . في العالم الواقعي ، نحن وعباس وفتح والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية – كنا مسيطرين طوال الوقت"
24- نشر القوات كان يجابه بنشر مضاد، يتبعه اصطدامات واغتيالات وتضاعف اسعار M-16 ومنع تجول مفروض ذاتيا في غزة. انظر ادام انتوس وهيثم التميمي . "نزاع حماس وعباس يطلق سباق تسلح فلسطينيا" رويترز 8 يونيو 2006. خالد أبو طعمة "ينبغي ان ينتهي هذا قبل ان يكون مثل العراق" جيروساليم بوست 20 ديسمبر 2005
25- ادام انتوس "عباس يبني القوات وسط ازمة فلسطينية" رويترز 5 اكتوبر 2006. ديفد ويلش مساعد سابق لوزيرة الخارجية لشئون الشرق الادنى والذي ساعد على الاشراف على بعثة دايتون حتى ديسمبر 2008 قال لي :"نحن اساسا نحاول نحت ارض وسطية قلقة بين تطهير القوات الامنية وهزيمة العدو" وثائق مسربة وقد نشرتها صحيفة اردنية وهي مكتوبة بخط دايتون تنص على انه بين 7 ديسمبر 2006 و 28 فبراير 2007 بدأ تدريب اساسي لعدد 3700 فرد أمني في غزة و لعدد 1400 فرد امني في الضفة الغربية . اضافة الى ذلك كما تنص الوثيقة ، فقد بدأ فحص واختيار 15 الف عنصر امني وطني في غزة و5000 في الضفة الغربية .
انظر ديفد روس Rose "الدليل هو في الوثائق الورقية " فانيتي فير 5 مارس 2008. الجنرال محمد عراج قائد القوات الامنية الوطنية المدربة من قبل دايتون ، في الخليل اخبرني بان كتيبته بدأت التدريب في 2006 . قال لي مسئول كبير في ادارة بوش "قدم المصريون والاردنيون دعما عينيا في حين ان اكبر الداعمين ماليا كانوا الاماراتيين. كما قدم السعوديون التمويل لبعض الوقت."
26- خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي :لن ننحني للضغوط الامريكية والاسرائيلية وفتح لنكون تابعين للصهاينة " شبكة اخبار فلسطين 22 ابريل 2006 . في خريف 2006 نشرت صحيفة هآرتز الاسرائيلية اليومية ان دايتون خطط لدفع عباس لمواجهة حماس في غزة: في زيارة ويلش وابرامز الى اسرائيل في اوائل نوفمبر "وصلا بخطة طموح رسمها الجنرال كيث دايتون .. تريد الولايات المتحدة ان تدفع ابو مازن الى مواجهة عسكرية في غزة للاطاحة بحكومة حماس" الوف بين Aluf Benn "كلمات كلمات كلمات" هاآرتز 2 نوفمبر 2006
27- "دولة فلسطينية في سنتين: حوار مع سلام فياض" صحيفة الدراسات الفلسطينية ، خريف 2009
28- الفارو دي سوتو "تقرير نهاية المهمة" مايو 2007. قبل اسبوع من اجتماع مكة ، كتب دي سوتو "اعلن المبعوث الامريكي مرتين في لقاء المبعوثين في واشنطن كم "احب هذا العنف" واخبرني ويلش "لقد قلت هذا ولكن ما قلته كان "حيث لايوجد عنف فإن ذلك يعني ان الرجال الطيبين لابد قد استسلموا " بعد يوم من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عين عباس خصم حماس المقيت محمد دحلان مستشارا للامن القومي ، وقد قال قائد حماس محمود الزهار "لن ننسى ابدا ان هذا هو الرجل الذي احرق لحانا وعذبنا" ويمكن الاطلاع على الاقتباس من الزهار في كتاب بيفرلي ملتون ادواردز وستيفن فاريل "حماس" (بولايتي 2010) صفحة 280.
في نهاية ابريل 2007 نشرت صحيفة اردنية وثائق امريكية مسربة – انظر هامش 25- تلخص ستراتيجية لتقويض حكومة الوحدة الوطنية وتقوية فتح والقضاء على القوة الامنية الجديدة لحماس. سيقول مسؤولو حماس فيما بعد ان هذه الخطط مع وصول قوات من مصر تدربت على ايدي دايتون شجعتهم على المضي في الهجوم على غزة في اواخر الربيع. وقد نشرت في الاصل على الانترنيت بالعربية على موقع (المجد) في ابريل 2007 ونشرت بعد ذلك بالانجليزية على مدونة اسمها Missing Links
انظر روس "الدليل هو في الوثائق الورقية" انظر ايضا "بعد غزة" مجموعة الازمات الدولية ، تقرير الشرق الاوسط رقم 68 في 2 اغسطس 2007 صفحة 11 وملاحظات بقلم محمود الزهار وفوزي برهوم في مقالة ديفد روس "قنبلة غزو" المنشورة في فانيتي فير ، ابريل 2008
29- ابراهيم برزك "حماس تقتل 7 في اشتباك على الحدود مع غزة" اسوشيتد برس 15 مايو 2007
30- "المعونة الامريكية للفلسطينيين" جلسة استماع امام اللجنة الفرعية حول الشرق الاوسط وجنوب آسيا للجنة الشئون الخارجية ، مجلس النواب ، الكونغرس 110 في 23 مايو 2007
31- كتاب "اقتل خالد" (نيو بريس 2009) لمؤلفه Paul MacGeough (آثرت وضع اسم المؤلف بالانجليزية لأن لاسم عائلته ايرلندية الاصل طريقتين للنطق، فبعض الايرلنديين ينطقونه ماكجيو وبعضهم ماكجوف، وهكذا طالما لم يتفق قومه على طريقة واحدة لنطق الاسم وبما اني لا اعرف كيف ينطق المؤلف اسمه، اضعه بلغته الاصلية – المترجمة) .
32- ذهب ديفد ورمسر ، مستشار الشرق الاوسط لنائب الرئيس تشيني بعيدا في قوله "ماحدث لم يكن انقلابا من حماس وانما محاولة انقلاب من فتح ولكنها اجهضت قبل ان تحدث" انظر روس "قنبلة غزة" وانظر ايضا اقتباسات من جون بولتون المندوب الامريكي السابق الى الامم المتحدة في نفس المقالة "بعد فشلهم في اتباع التحذير بعدم اقامة الانتخابات، حاولوا تجنب النتيجة من خلال دايتون" وقد اخبرني العديد من مسئولي ادارة بوش بان ورمسر وبولتون لم يكن لهما تأثير على السياسة التي ينتقدانها.
33- "حكم فلسطين الجزء 2: نموذج الضفة الغربية ؟" مجموعة الازمات الدولية تقرير الشرق الاوسط رقم 79 في 17 يوليو 2008 صفحة 4
34- محمد نجيب "الضباط الفلسطينيون يتخرجون من دورة تدريب اردنية على العمليات الخاصة" جينز ديفينس ويكلي 2 مايو 2008
35- كانت عمليات مكافحة الارهاب التي قام بها الجيش الإسرائيلي مسئولة ايضا عن تحسن الحالة الامنية. في فبراير 2008 أبلغ الميجور جنرال غادي شامني وكان في حينها رئيس القيادة المركزية الاسرائيلية، الرئيس شيمون بيريز "بدون وجود جيش الدفاع الاسرائيلي المكثف في الضفة الغربية سوف تستولي حماس على مؤسسات واجهزة السلطة الفلسطينية خلال ايام"
36- أيد هجوم ديمونة 77% من الفلسطينيين وهجوم القدس 84% "استطلاع الرأي الفلسطيني رقم 27" المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، 24 مارس 2008
37- ناحوم برنية "الفرصة الأخيرة " يديعوت احرونوت ، 19 سبتمبر 2008 "التفاصيل الصادمة للاجتماعات الامنية الفلسطينية الاسرائيلية" Palestine Times 29 سبتمبر 2008. جون ايلمر "وصفة للحرب الاهلية" الجزيرة 8 فبراير 2010.
38- "الخليل: الهجر الإرادي لقوات الامن" بتسيليم B'Tselem 10 ديسمبر 2008. ايثان برونر "القوات الاسرائيلية تخلي مستوطنين في الضفة الغربية" نيويورك تايمز 4 ديسمبر 2008. "اولمرت يدين –مجزرة- قام بها المستوطنون" بي بي سي 7 ديسمبر 2008.
39- جاريد مالسن Malsin "شهود: الشرطة الاسرائيلية والجنود :متورطون بعمق في هجمات يقوم بها مستوطنون" وكالة معا الاخبارية، 7 ديسمبر 2008. توني كارون وأرون كلاين "شباب المستوطنين الاسرائيليين يرتكبون اعمال شغب في الخليل" تايم 5 ديسمبر 2008
40- روبرت بليتشر Blecher "عملية صب الرصاص في الضفة الغربية" صحيفة الدراسات الفلسطينية المجلد 38 رقم 3 (ربيع 2009) ينص تقرير حديث صادر عن مجموعة الازمات الدولية "في الخليل – خلال حرب غزو – صور مستطرق بالفيديو قائد لواء فلسطيني (من قوات الامن الوطني) يضرب متعاطف مع حماس اعزل بالعصا. انظر "تربيع الدائرة : اصلاح الامن الفلسطيني تحت الاحتلال"
41- اللفتنانت جنرال كيث دايتون "السلام من خلال الامن: دور امريكا في تطوير اجهزة الامن التابعة للسطلة الفلسطينية" برنامج ندوة سوريف Soref Symposium خطاب مايكل شتاين حول سياسة الشرق الاوسط الامريكية ، معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ، 7 مايو 2009
42- ميكايلي "ليبرمان: اشارات اسرائيل للفلسطينيين تجابه بلطمات على الوجه"
43- دايتون "السلام من خلال الامن : دور امريكا في تطوير اجهزة الامن التابعة للسلطة الفلسطينية "
44- محمد نجيب "السلطة الفلسطينية تسعى الى تغيير التدريب الامني " جينز ديفينس ويكلي 5 اغسطس 2009 و "السلطة الفلسطينية تنوي الخروج من برنامج التدريب الامريكي" نفس المصدر 17 مارس 2010
45- "استطلاع الرأي الفلسطيني رقم 31" المركز الفلسطيني للسياسة وابحاث المسح ، 22 ديسمبر 2008. "تظاهرات حمساوية هائلة تدين اطلاق النار على البيتاوي كمحاولة اغتيال" وكالة اخبار معا ، 19 ابريل 2009
46- للاطلاع على واقعة تدمير سيارة البيتاوي انظر "اطلاق النار من قبل مجهول في نابلس على سيارة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني" المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ، 4 سبتمبر 2008. وللاطلاع على رئاسة البيتاوي لرابطة علماء فلسطين ، انظر ماثيو ليفيت Levitt "حماس:السياسة والعمل الخيري والارهاب في خدمة الجهاد" (مطبعة جامعة ييل 2008) صفحة 102
47- "الاوقاف تمنع الشيخ حامد البيتاوي من القاء خطب الجمعة " وكالة معا الاخبارية، 16 اغسطس 2010. اعتقل احد ابنائه في يوليو والاخر في سبتمبر . انظر "غارة ليلية للاجهزة الامنية تعتقل 2 من انصار الحركة " وكالة معا الاخبارية ، 12 سبتمبر 2010 . "مصدر: اعتقال 20 من قادة حماس ومصادرة اموال" وكالة معا الاخبارية 31 يوليو 2010.
48- "20 ألف مواطن يشيعون جثامين شهداء نابلس " وكالة معا الاخبارية 26 ديسمبر 2009 "تربيع الدائرة: اصلاح الامن الفلسطيني تحت الاحتلال"
49- في منتصف فيلم الكارتون ، يقدم بهلول حمامة بيضاء لمستوطن يهودي متشدد الذي قتل وشرب دماء اطفال فلسطينيين امام عينيه. انظر "فيلم متحرك معادي للسامية يسيء للسلطة الفلسطينية – القوات الامنية الفلسطينية تساعد نمط اليهودي شارب الدماء" معهد ابحاث اعلام الشرق الاوسط – ميمري- 1 يناير 2010. فيديو ، نص.
50- للاطلاع على تصريح عباس انظر "نص مقابلة مع محمود عباس" وفا (رام الله) 1 يناير 2010، وثيقة مفتوحة المصدر GMP20100102061003 (ترجمة انجليزية من العربية) كما ذكرت في "المعونة الامنية الامريكية للسلطة الفلسطنية " جهاز ابحاث الكونغرس ، 8 يناير 2010 صفحة 30
51- "الشيخ القرضاوي يقترح رجم محمود عباس ويوبخه وزير الاوقاف الفلسطيني" ميمري 7 يناير 2010
52- باسم عيد "الشرطة السرية في اريحا" جيروساليم بوست 24 يونيو 2009
53- على ايةحال اخبرني جاري كينونين Kinnunen كبير مستشاري بعثة شرطة الاتحاد الاوربي للمناطق الفلسطينية "كل اجهزة الامن الفلسطينية تقوم بالاعتقالات. ولكن ليس لكلها صلاحية ذلك " وسبب آخر لمسئولية قوات الامن الوطني عن الممارسات التي تقوم بها اجهزة الامن الاخرى هي ان احد ضباطها دائما يكون "قائد المنطقة المحلي" في كل محافزة مع مسئولية امنية شاملة . وقد ادانت منظمة مراقبة حقوق الانسان المانحين الاجانب لفشلهم في "انتقاد انتهاكات حقوق الانسان الخطيرة للقوات التي يدعمونها" وقد قال نائب قائد الاستخبارات العسكرية الفلسطيني " ان الممارسات السيئة للحكومة الفلسطينية واجهزتها الامنية تنعكس بشكل سلبي على سمعة فتح في الشارع الفلسطيني" "معركة داخلية" هيومان راتيس ووتش 29 يوليو 2008. "حماس وفتح يقتسمان اختلافاتهما" التقرير الخارجي لجينز Jane's Foreign Report 12 مارس 2009.
54- "مجموعة فلسطينية تتهم حماس وفتح في انتهاكات حقوق الانسان" رويترز 27 مايو 2008
55- حول الشرعية النسبية للحكومتين ، انظر "استطلاع الرأي الفلسطيني رقم 27" المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، 24 مارس 2008 و "استطلاع الرأي الفلسطيني رقم 31" نفس المصدر في 5-7 مارس 2009. وحول المرتبة في الفساد انظر "تقرير النزاهة الدولي 2008، الضفة الغربية" النزاهة الدولية 2008
56- يحاكم المدنيون بانتظام في محاكم عسكرية وقد حلت السلطة الفلسطينية مجالس المحليات المنتخبة التي تسيطر عليها حماس. انظر "السلطة الفلسطينية ، تقرير منظمة العفو الدولية 2010" و "احتجاز المدنيين من قبل اجهزة الامن الفلسطينية مع ختم الموافقة من مفوضية القضاء العسكري" المفوضية الفلسطينية المستقلة لحقوق الانسان ، ديسمبر 2008
حول الاحساس بالامن في غزة والضفة الغربية انظر "استطلاع الرأي الفلسطيني رقم 31" واستطلاعات اخرى حديثة قام بها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.
وحول إملاء الخطب من قبل وزارة الشئون الدينية (الاوقاف) ، انظر مثلا "القرضاوي ينتقد عباس" الاهرام ، 21-27 يناير 2010. وحول حرية الصحافة انظر مراسلون بلا حدود "مؤشر حرية الصحافة 2007" و "مؤشر حرية الصحافة 2008" وحول تقييم دار الحرية Freedom House انظر "المناطق تحت ادارة السلطة الفلسطينية ، الحرية في العالم 2010"
57- "أمن السلطة الفلسطينية يعتدي على الصحافيين وناشطي حقوق الانسان في احتجاج ضد المحادثات" وكالة معا الاخبارية ، 28 اغسطس 2010
58- خالد أبو طعمة "حماس ستقاطع انتخابات الضفة الغربية" جيروساليم بوست 24 مايو 2010
59- "استمرار الجدل حول قرار الانتخابات" وكالة معا الاخبارية ، 11 يونيو 2010. في مقر فتح في ابريل، أخبرني محمد مدني عضو اللجنة المركزية لفتح أن الانتخابات لم تكن تهدف لمساعدة فتح التي اكد ان كل مشاكلها قد انتهت.
60- القمع الحكومي بضمنه اكثر اشكاله عنفا، هو مشكلة متنامية طبقا لشعوان جبارين. قال بأن فياض وعده في سبتمبر الماضي بأن اجهزة الامن التي قال عنها رئيس الوزراء ان لديه سلطة كاملة عليها سوف تضع نهاية للتعذيب. ولكن بعد هدنة في الشتاء الماضي ، يقول جبارين "عادالتعذيب من جديد وقد اصبح روتينا" وقد مات عدة معتقلين من بينهم رجل دين حمساوي له شعبية كبيرة هو الشيخ مجد البرغوثي.
61- ناشدت وزارة الخارجية الامريكية بان يستمل مكتب بعثة المنسق الامريكي تخصيصها الاكبر – 150 مليون دولار – في 2011. وحتى كتابة هذه المقالة، لم يمرر الكونغرس ميزانية السنة المالية 2011. انظر (السنة المالية 2011 ملخص الميزانية التنفيذية، الوظيفة 150 وبرامج دولية اخرى " وزارة الخارجية الامريكية ، 1 فبراير 2010. ولمقارنة طلب تخصيص 2011 مع ميزانية بعثة المنسق الامريكي في السنوات الماضية ، انظر " السلطة الفلسطينية: المعونة الامريكية هي تدريب وتجهيز قوى الامن ولكن البرنامج يحتاج الى قياس التقدم ويواجه تقييدات لوجستية"
62- في يناير 2009 صرح مصطفى البرغوثي الذي كان في المرتبة الثانية في انتخابات الرئاسة عام 2005 "انه شيء مشين. الشعب لا يستطيع ان يعيش مع احتلالين في نفس الوقت" اندرو لي بترز Butters " ضحايا الحرب: الفلسطينيون المعتدلون" تايم ، 10 يناير 2009.

ليست هناك تعليقات: